مزيج العشق بقلم نورهان محسن

موقع أيام نيوز


حل المساء سريعا
في الصعيد بداخل منزل الحج عبدالرحمن
كان الجميع جالسين في الصالة الكبيرة ومعهم الحاج عبد الرحمن
بعد فترة وجيزة دخل ماجد الصالة يهتف عاليا: مساء الفل عليكم.. وحشتوووني جدا

رد عليه الجميع: مساء النور
صاحت حنان وهي تنهض من على كرسيها، وتعانقه بشوق: حمدالله علي سلامتك يا ولدي
رد ماجد وهو قبل يديها ورأسها بحب: الله يسلمك يا ست الكل
ذهب إلى جده يقبل يديه باحترام، ثم سلم على الجميع.
جلس بجانب والده الذي ربت على قدميه، قائلا بهدوء: طمني.. عملت ايه يا ماجد ؟
ماجد بتعب: اصبر عليا بس يا حج اخد نفسي وهقول كل حاجة
زين بإستفسار: ايه الحكاية يا ماجد !
ماجد بشرح: هحكيلكم من الاول.. من كام يوم قرأت علي النت خبر عن جواز رجل اعمال مهم في مصر.. وكانت اسم الزوجة كارمن الشناوي
نظر إليه الجميع بصد@مة في صمت، بإستثناء والده الذي يعلم بكل ما يحدث
كان اول من تكلم هو الحج عبدالرحمن بذهول: قصدك كارمن بنت ابني يا ماجد ؟
اومأ ماجد مؤكدا حديثه: ايوه يا جدي هي.. انا سافرت مخصوص مصر واتأكدت بمساعدة ناس حبايبنا هناك.. انا قولت لأبويا لما قرأت اسمها وهو ماحبش يقولك الا لما نتأكد الاول
الحج عبدالرحمن بلهفة: وعملت ايه في مصر يا ولدي قبلتها
ماجد بتوضيح: لا طبعا يا جدي انا بس روحت شوفت شركة جوزها وكمان عرفت عنوان بيتهم
تدخل بدر في الحديث: انا قولتلو يا بوي انه مايتصرفش واصل ويرجع علي طول.. انا وهو وزين بعد يومين هنسافر ونقابلها كلنا ان شاء الله
ابتسم الحج عبدالرحمن بفرحة: الحمد والشكر ليك يارب بسرعه يا بدر عاوزها تكون هنا في اقرب وقت
بدر: كل اللي انت عايزو هيحصل يا بوي ماتقلقش من حاجة
اردف ماجد حديثه قائلا بتذكر: علي فكرة يا جدي ام كارمن عايشة معاها في بيت جوزها.. اللي عرفته انها كانت متجوزه اخوه وعندها بنت منه ومن فترة اټوفي في حاډثه واتجوزت بعدها ادهم البارون اخوه وعايشين كلهم في بيت واحد
نظر الحج عبد الرحمن الي بدر قائلا: طيب اسمع يا بدر عاوزك تقنع امها انها تيجي معها انا عايز اشوفها هي كمان
بدر بطاعة: امرك يا ابوي
ثم نظر الي زين قائلا بإبتسامة: معلش يا ولدي هنعطلك عن شغلك لكن الامر ضروري
زين بإحترام: تحت امرك يا خالي.. الاجازة مقدور عليها هكون جاهز في الميعاد ان شاء الله
كان الأمر غريبًا وممتعًا للجميع، حيث أن العائلة على وشك استقبال حفيدة جديدة لأول مرة، سوف يراها الجميع.
في قصر البارون
صعدت كارمن إلى الجناح بعد أن تعشت مع والدتها وحماتها في الطابق السفلي وتركت ملك معهم، فهي اصبحت تنام يومًا مع ليلي ويومًا مع مريم، وهم سعداء جدًا بذلك.


احمرت خجلًا عندما تذكرت تلميحاتهم بأنها لا تزال في أيام زواجها الأولى، وتحتاج إلى وقت خاص مع زوجها.
ابتسمت بسخرية علي حالها، ماذا لو عرفوا حقيقة معيشتهم معًا، فمن المؤكد أنهم سيصابون بجلطة دماغية من الصد@مة ؟
كيف سيصدقون أن رجلًا وامرأة متزوجان منذ أسابيع قليلة، والزوج لم يقترب من زوجته حتى الآن وينام بعيدا عنها ايضا ؟
فهي نفسها لا تدري من أين أتى بكل هذا الثبات الانفعالي أمامها!
هل يراها غير مٹيرة ولا جميلة ام انه يحب نادين،
ولكن كيف وهي لا ترى اي تواصل بينهم الا في أضيق الحدود.
كما لم يحضر أدهم العشاء هذا المساء، فمنذ أن وصلها إلى المنزل وتناول الغداء معهم، خرج ولم يأت حتى الآن، ولا تعرف شيئًا عن نادين أيضًا منذ ان عادت من الشركة اختفت بغرفتها، ولم تظهر مجددا طوال اليوم.
دخلت الغرفة وتوجهت مباشرة إلى الحمام، لتأخذ حمامًا طويلًا وتعيد النشاط لجسدها، بعد ما عانته اليوم من توتر وإرهاق جسدي ونفسي.
جلست في حوض الاستحمام، تغلق عينيها وتريح جسدها به، اخترق عقلها لحظة اقتراب السيارة منها، التي كانت على وشك الاصطدام بها، كم شعرت بالخۏف الشديد في ذلك الوقت وقلبها لا يزال ينبض پعنف عندما تتذكر هذا المشهد، ف مؤكد إن فكرة اقتراب الم،ـوت منك هي لحظة صعبة للغاية.
تذكرت ايضا عناق أدهم لها، وكم شعرت بالدفء والأمان بين ذراعيه.
بدأت تتحدث مع نفسها پغضب ويأس، ودوامة الأفكار في رأسها لا تتوقف: ايه اللي انا بفكر فيه دا.. معقولة عشان حضڼي بس يتلخبط حالي كدا.. ازاي انا ممكن اكون اتعلقت به في الفترة البسيطة دي !! ازاي اصلا افكر فيه وهو مش بيثق في كلامي ولا بيصدقني..!!! وانا ليه قلبي مابيطلش دق لما بفكر فيه او يكون قدامي !! مش عارفه ياربي ؟ بس لا من بعد ما چرح كرامتي الصبح انا مش هسكتلو بعد كدا.. بقي انا يكذبني ويصدق سكرتيرة مايعه زي دي...
فتحت عينيها وهزت رأسها پغضب من أفكارها الحمقاء، لا ينبغي لها أبدًا أن تقع في حب شخص متعجرف ومستبد مثله، رغم انها تعترف أنه احيانا يكون لطيفًا وحنونًا معها، لكنها لا تفهم شخصيته الغامضة، وهذا يثير سخطها بشدة.
أنهت حمامها، ثم خرجت إلى غرفة تبديل الملابس وارتدت ثوب نوم أبيض طويل مكشوف الكتفين، واسدلت شعرها الناعم على كتفها بعد أن جففته، ورشت القليل من العطر على رقبتها.
نظرت إلى نفسها في المرآة بإحباط.
هل حقا لا يراها جميلة، حتى لو لم تفهم مشاعرها تجاهه الي الآن، لكنها في النهاية أنثى تريد زوجها يراها فاتنة في عينيه ويمدحها أيضا، حتى لو منعته من لمسها، فهي تعلم أنه إذا أراد يمكنه ذلك، فهل يعني ذلك أنه لا يرغب بها.
هل الي الان يراها ارملة اخيه فقط، لكن كيف هي انتبهت الي عصبيته وقت ذكرها امامه اسم عمر وشعرت بغيرته، وهي في قرارة قلبها تعترف بأنها تريده زوجًا لها.
لقد تعلقت به، ولكن كيف تبدأ في الاقتراب منه، لا بالتأكيد لن تفعل ذلك، كما أن كرامتها تمنعها من ذلك بعد أن شعرت أنه لا يثق بها، وستحاول بكل قدرتها ان تكتم الشعور الذي تولد بداخلها اتجه.
عند روان وزين
تجلس روان على السرير مربعة قدميها، وتضع يديها على خدها بضجر في انتظار خروج زين، الذي دخل لتغيير ملابسه في الحمام، وطلب منها انتظاره.
خرج زين من الحمام، وهو يجفف وجهه بمنشفة صغيرة.
ارتسمت ابتسامة علي شفتيه بسبب شكلها اللطيف أمامه
ذهب وجلس على حافة السرير بجانبها، يقرص طرف أنفها برفق، قائلًا بمرح: الجميل قاعد مكشر كدا ليه؟
حركت وجهها بعيدًا عن يديه وهي تقول بضحكة: بطل مش بحب الحركة دي
ضحك زين معها قائلا بمشاكسة: كنت بعملها فيكي وانتي صغيرة ولا نسيتي

تم نسخ الرابط