وعد الريان بقلم اسماء حميدة الجزء الثاني
المحتويات
البارت الثامن .
وعد ريان بقلم الكاتبة أسماء حميدة .
عند مصطفى وهمس كان مصطفى يحمل همس بين ذراعيه القويتين بثبات كأنها لا تزن ريشة ورغم محاولاتها للافلات من قبضته الا انه كان متمسكٱ بها وبسبب الفارق في القوة البدنية لم تجد بدٱ من المقاومة فهي بطبيعتها هادئة مسالمة رقيقة وبسبب تدليل والدها لها فهي لا تعرف في الحياة معاني كثيرة كالمسؤولية والمواجهة بسبب طبيعتها الهادئة عكس وعد وعد قطة شرسة .
فالمشاعر الانسانية ليس كلها مشاعر نقية فهناك مشاعر انسانية دونية فهي لا تعرف معنى الخبث والحقد والكراهية لا تحيك المؤامرات لا تعرف الاستغلال يؤلمها قلبها لرؤية مشهدٱ مأساويٱ حتى لو كانت المأساة لحيوان أو عصفور رقيقة و هشة سريعة التأثر والانجذاب ومع دلال والدها لها من لا يعرفها يظنها سلبية وضعيفة الشخصية وعديمة المسؤولية ولكن بداخلها طفلة مدللة رقيقة ناعمة كما تقول وعد عنها دائما الليدي همس .
همس وقد بدأ صوتها يختنق وكأنها على وشك البكاء .
همس بليز يا استاذ درش نزلني .
أشفق مصطفى على تلك الفراشة الرقيقة فهو لم يقصد اخافتها ولكنه اراد مشاكستها فقط .
انحنى مصطفى بجزعه وهو يحملها حتى لامست بقدميها الارض وما ان استشعرت همس صلبة الارض اسفلها حتى اطلقت لساقيها العنان صاعدة درجات السلم وكأنما تطاردها الاشباح .
وقف مصطفى قليلا يستوعب ما حدث ويتساءل من هذه ! وماذا اتى بها الى هنا !
مصطفى لنفسه انت لسه هتسأل أما أطلع أشوف أيه الحكاية .
أما همس خرجت من باب البناية لتلحق بالسيدة نجوى وهي في حالة من الهلع تتلفت خلفها عندما رأتها نجوى بتلك الحالة .
تساءلت بلهفة نجوى ايه في ايه مالك يا همس يا بنتي!
همس الحقيني يا مامي نجوى في في..
بطرت عبارتها فهل تقول لها عن هذا الدرش وماذا تقول أنها كادت أن تسقط لولا ذلك الشخص الذي حال دون وقوعها ولولا وجوده لكانت الآن ربما في تعداد المۏتى او على سرير بإحدى المستشفيات بعظام مهشمة كأقل تقدير في موقف كهذا .
ولتكن صادقة انها في ظروف أخرى ومع شخص آخر في موضعه وأنقذها من ضرر حتمي لكانت أمطرته بعبارات الشكر والامتنان وانتهى الامر .
ولكن عندما قام هذا المدعو درش بالضغط على لا مؤاخذة خصرها ومشاكستها بهذه الطريقة وهذا التجاوز أرادت صفعه فهي أرادت وطوال عمرها تريد ولكنها لم تفعل ابدٱ ما تريد .
انه وقح وقح .
اسرعت قائلة وهي تشير الى الداخل فار فار يا مامي نجوى .
ربطت نجوى على كتفها تقول اهدي يا همس كل ده عشان فار .
خلاص اقفي انت هنا جنب الشنطة وأنا هاخش أشوف مصطفى فين واخليه يجي ياخدها .
اسرعت نجوى الى الداخل تبحث عن مصطفى فوجدته يصعد مسرعٱ على درج البدروم .
نجوى لمصطفى ايه يا مصطفى طلعت السرير .
مصطفى مستكملا طريقه لسه يا اماه خمسة وراجع .
جذبته نجوى من ذراعه رايح فين خلص اللي قلت لك عليه الاول وبعدين ابق روح اتسرمح .
مصطفى وهو ينظر بعينيه من بوابة البناية على مرمى بصره لعله يراها ولكنها قد تبخرت .
فهي كانت تقف بجانب البنايه بعيدٱ عن مرماه فلذلك لم يراها .
و عندما لم يجد مصطفى لها اثرا. مصطفى بصوت وصل الى مسامع امه كان يعني لازم تقف زي الصنم تندهش اهي طارت .
نجوى مستغربه من حاله ابنها هي ايه دي يا ولا اللي طارت!
مصطفى بيأس دماغي ياأماه دماغي طارت. كنت عاوزه ايه
نجوى بحدة يا خيبة املي فيك انت يا ولا ضارب حاجه .
مصطفى ايه يا أماه هو انا بتاع الكلام ده انا اخري سېجارة وكوباية شاي .
نجوى طب روح يا معدول حل السرير من تحت واطلع انصبه فوق على اما اشوف حد من العيال يطلع الشنطه اللي بره .
توجه مصطفى صاعدٱ لأعلى دون السؤال عن قصه السرير ما كان يشغل باله يفصله عن ما حوله .
نجوى انت يا خايب الرجا رايح فين.
مصطفى جرى ايه يا اماه مالك سخنة عليا كده ليه! طالع اجيب مفتاح الشقه اللي تحت نسيته فوق .
نجوى استنى أنا معايا المفتاح الثاني .
اخرجت نجوى المفتاح الاخر من جزدانها واعطته إياه فأخذه بعقل شارد واستمر في الصعود .
نجوى مالك يا ولا انت حد خبطك على دماغك
متابعة القراءة