صراع الذئاب بقلم ولاء رفعت الجزء الاول

موقع أيام نيوز

رواية رائعة و كاملة بقلم ولاء رفعت علي
١
_ بداخل إحدي الأحياء الشعبية في وسط القاهرة ...
أصوات تتعالي وتردد تكبيرات صلاة العيد في مشهد يجعل قلبك يخفق بشدة من الفرح والسعادة وأنت تري هؤلاء الذين يفترشون الأرض في ساحة شاسعه في الشوارع بسجاجيد الصلاة .. معظم الرجال والشباب يرتدون العباءة ذات اللون الأبيض الناصع .. والنساء بعضهن ترتدي إسدال الصلاة الأنيق وأخريات ترتدي عباءة ذات اللون الأسود ويعلوها الحجاب .. ولاننسي الأطفال الذين يركضون هنا وهناك بين المصلين يرتدون ثياب العيد وبأيديهم البالونات والألعاب ... والجميع مستمر في ترديد التكبيرات في صوت مهيب تخشع له القلوب..

الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله الله أكبر الله أكبر ولله الحمد. الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا وسبحان الله بكرة وأصيلا. لا إله إلا الله وحده صدق وعده ونصر عبده وأعز جنده وهزم الأحزاب وحده. لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه ومخلصين له الدين ولو كره الكافرون. اللهم صلي على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد وعلى أصحاب سيدنا محمد وعلى أنصار سيدنا محمد وعلى أزواج سيدنا محمد وعلى ذرية سيدنا محمد وسلم تسليما كثيرا.
ونذهب إلي ذلك البناء القديم حيث مدخل الفناء الضيق التي تصدر منه رائحة عطنة .. والدرج الذي يحده الدرابزون المعدني الصدأ ذو مسند خشبي متشبع من المياه المتساقطة من السجادة التي قامت بوضعها إحدي السكان بالطابق الثالث منذ البارحة ...
بينما في الطابق الثاني بداخل شقة الشيخ سالم البحيري ... تقف تلك الجميلة ذات العينان الواسعتان بأهداب كثيفة وعدستيها البنيتان مثل لون البندق أمام المرآه المستديرة المعلقة علي الحائط ترتدي حجابها الأسود علي شعرها البني القاتم ليحاوط وجهها ذو البشرة الناعمة بللون الحنطة ... أنتهت من إرتداء الحجاب ثم خرجت من غرفتها ذات الحوائط المطلية بللون الوردي حيث يوجد بها مضجع من الطراز القديم الذي يعود إلي القرن الماضي .. وخزانة خشبية تتكون من ضلفتين .. ومكتب من الصاج يشبه المكاتب التي توجد في الهيئات الحكوميه قديما ... يعلوه علي الحائط مكتبة من أربعة رفوف .. بكل رف تتراص عليه العديد من الكتب .
وقفت في الردهة أمام المنضدة المستديرة المحاطة بثلاث مقاعد خشبية يعلوها مفرش بللون الأبيض ومزهرية بداخلها ورود بلاستيكية وبمحاذاتها هاتف خلوي تضئ شاشته بوميض وإهتزاز وأسم المتصل شيماء
أنتبهت إلي الهاتف لتطلق تنهيده ثم توجهت نحو الشرفة ذات السور المعدني والمسند الخشبي ... وقفت بقامتها التي لاتتعدي 165 سنتيمر.. تنظر لأسفل لتجد تلك الفتاة ذات البشرة التي أكتسبت بعض السمرة من أشعة الشمس وعينيها التي تشبه أعين الهرة بللونها العسلي المزينة بكحل يعلو أهدابها .. ترتدي إسدال من اللون الأحمر القاتم
زفرت بحنق وقالت بصوت جلي وهي تنظر لأعلي _ كل ده ياخديجة !!! أنجزي يابنتي الصلاه قربت تبدأ
أشارت لها خديجة بيدها وقالت _ حاضر نازلة أهو بسرعه
قالتها ثم خرجت إلي الردهة لتتناول محفظة النقود خاصتها من فوق البوفيه المجاور لباب الشقة .. أخرجت المفتاح وفتحت الباب لتشهق پذعر وقالت _ هاااا حرام عليك ياطه مش تخبط الأول ولا ترن الجرس يا أخي 
دلف ذلك الشاب الثلاثيني ذو البشرة السمراء والشعر البني الكثيف وحاجباه الكثيفان أيضا فأجاب عليها بتهكم _ هو أنا كنت أعرف أنك ورا الباب!! وبعدين نازلة لوحدك ورايحه فين
قطبت حاجابها بضيق وقالت _ رايحة أصلي العيد هكون رايحة فين يعني !! وأنت مش ناوي تركعها بقي 
جلس ع الأريكة وزفر بحنق وقال _ وأنتي مالك ... أصلي ولا ما أصليش أنتي الي هتدخلي جهنم بدالي يعني!!
أبتسمت بسخرية وقالت _ ربنا يهديك يا طه يا أخويا ويصلح حالك
وقف پغضب محذرا إياها بسبباته وقال _ خليكي ف حالك أحسنلك ولا عايزة تخديلك قلمين ع الصبح!
صاحت في وجهه وقالت _ والله ياطه أنت لو ملمتش نفسك وتبطل تمد إيدك عليا لهقول بابا وخليه يتصرف معاك
ضحك بسخرية وقال _ تصدقي خۏفت ! يلا يابت من هنا روحي شوفي بتعملي أي
زفرت بتأفف ولم تجيب عليه ثم غادرت الشقة وهي تصفق الباب خلفها بقوة
________________
في الأسفل مازالت تنتظر صديقتها ليأتي إحدي الشباب المتسكعين بالشوارع وقام بمغازلتها قائلا _ أي ياعم الأحمر الجامد ده ما.....
قاطع جملته ع الفور صڤعة قوية ع مؤخرة رأسه من ذلك الشاب ذو الواحد و الثلاثون عاما ليقف أمامه بطوله الفارع وبنيان جسده القوي يرمقه بنظرات ڼارية يمسكه من تلابيب قميصه وقال بصوت أجش _
جري أي ياض يا.... ع الصبح .. قالها ثم وجه له لكمة قوية فصړخت شيماء
وقع الشاب ع الأرض وهو يضع يده في مكان اللكمة وقال بصوت مرتجف _ والله يا سطا عبدالله ما اعرفش إنها تخصك
جذبه عبدالله من زراعه لينهض وقال _ حتي لو متخصنيش أياك أشوفك تبص لأي واحده ف الشارع
 

تم نسخ الرابط