عن العشق والهوى بقلم نونا المصري

موقع أيام نيوز


دعوة 
رفع ادهم احد حاجبيه بدهشة عندما تحدثت معه بتلك الطريقة ونظر اليها بنظرة باردة جدا جعلتها ترتبك ثم ادار وجهه ووضع نظارته الشمسية دون ان يعلق اي شيء ثم عاد الصمت ليخيم على المكان وما هي الا دقيقة قد مضت حتى توقف المصعد في الطابق الرابع فنزلت منه مريم بسرعة ولم تنظر خلفها لان حدسها الأنثوي اخبرها ان هذا الرجل هو نفسه رئيس الشركة التي تعمل بها وان نظرت اليه اثناء نزولها من المصعد قد تبدو وقحة في نظره وهي لا تريد ان يحدث ذلك لذا سارت بخطوات ثابتة مبتعدة عن مجرى نظره 

اما هو فنزع نظارته عن عيناه واغمضهما بشده واضعا يده على عظمة جسر انفه بسبب تأثير رائحة عطر مريم التي خدرته تماما ثم تنهد بقوه ونظر الى انعكاس صورته في مرآة المصعد وقال في سره غريب دي المرة التانية اللي بحس فيها بنفس الاحساس بسبب البنت دي معقول تكون ريحة الپارفان بتاعها هي السبب اه وليه لأ دي دوختني !
في قسم برمجة التطبيقات والهندسة الألكترونيه 
توجهت مريم
نحو مكتبها الصغير ثم وضعت حقيبتها جانبا وجلست امام الكومبيوتر ثم كتبت جملة قصيرة في Google وسرعان ما ظهرت امامها الصفحة الرسمية للشركة فبحثت في بها عن اسم الرئيس التنفيذي ادهم السيوفي وكان حدسها في محله حيث ظهرت امامها صورة للرجل الذي قابلته قي المصعد وضعت يدها على فمها وقالت بصوت خاڤت دا طلع هو بجد !
ثم بدأت تقرأ المعلومات الشخصية عن ادهم وقد انبهرت عندما علمت انه اسس شركته في سن الثالثة والعشرين وانه أصبح الرئيس التنفيذي لاكبر شركة تجارة إلكترونية في مصر كلها خلال 8 سنوات فقط وسرعان ما تساءلت بغير تصديق معقول يكون الراجل البارد دا هو نفسه ادهم عزام السيوفي اللي سمعت عنه في الكلية
في تلك اللحظة عادت بها الذكرة إلى وقت مضى عندما كان الاستاذ الذي يلقي عليهم المحاضرات يحدثهم عن اشهر مهندس تقنيات تكنولوجيا في علوم الحاسوب بمصر كلها والذي سافر الى اميركا واسس شركته الخاصة في سن صغيرة وكان يدعى ادهم عزام السيوفي الذي ينحدر من عائلة اشهر الاطباء في القاهرة حيث كان كل من جده ووالده اطباء مشهورين وكان من المتوقع ان يصبح هو ايضا طبيب ولكنه اختار ان يصبح مهندس تقنيات عوضا عن ذلك 
وبينما كانت تقرأ المعلومات الخاصة ب ادهم سمعت صوت مدير القسم الذي تعمل به يقول يلا يا جماعة عايز من الكل يروح قاعة الاجتماعات دلوقتي لان ادهم بيه عايز يعمل اجتماع الاسبوع 
فلفت انتباهها ما قاله مدير القسم لذا نهضت وسألته الاجتماع هيبقى دلوقتي يا استاذ سالم 
نظر ذلك الرجل المدعو سالم اليها والذي كان في الخمسين من عمره ثم قال ايوا يا انسه مريم علشان كدا عايز الكل يتصرف كويس وخصوصا المتدربين الجدد 
فقالت ياسمين واو انا اتحمست جدا 
رد عليها زميلها سرحان وانا كمان دا هيبقى اول اجتماع رسمي نشترك فيه 
اما مريم فوضعت يدها على جبينها وقالت بصوت خاڤت فينك يا الهام يا رب توصل قبل ما الاجتماع يبتدي 
في مكان اخر 
كانت الهام تركض متوجهها الى القسم الذي تعمل به قائلة بتذمر الله ېحرق السهر وساعة السهر كله منك يا ابراهيم 
ابراهيم ابن جيرانهم وقد ذهب هو وعائلته لخطبتها في اليوم السابق ولكنها لم توافق على الارتباط بشخص لا تكن له اي مشاعر فاحترم اهلها قرارها ولكنهم شعروا بالخجل لاخبار اهل ابراهيم بعدم موافقة ابنتهم على الزواج من ابنهم لذا احتاجوا وقتا لتمهيد الامر لهم فسهروا لوقت متأخر
واثناء ركضها وردتها رسالة نصية من مريم مضمونها كالتالي الله ېخرب بيتك انتي فين ادهم بيه هيعمل اجتماع لكل الموظفين كمان خمس دقايق وحضرتك مش موجودة لغاية دلوقتي 
في تلك اللحظة سيطر الهلع على الهام فقالت بفزع يا نهار اسود لازم استعجل شوية 
ثم زادت سرعة ركضها حتى وصلت الى قسم التسويق الإلكتروني الذي تعمل به فختمت بطاقتها قبل انتهاء موعد الختم بدقيقة واحدة ثم ابتسمت ووقفت تلتقت انفاسها في تلك اللحظة اقتربت منها زميلتها اسيل وسألتها اتأخرتي كدا ليه يا الهام 
فنظرت
اليها وقالت انا صحيت متأخرة النهاردة بس الحمد لله وصلت في الوقت 
اسيل طيب يلا خلينا نروح قاعة الاجتماعات بسرعة لان في اجتماع للموظفين 
الهام عارفه يلا بينا 
وعندما وصلت الهام إلى قاعة الاجتماعات وجدت ان مريم قد حجزت لها مقعدا بجانبها فجلست به وسألتها هذه الاخيرة بهمس جرى ايه يا لولو اتأخرتي كدا ليه 
ردت عليها بالهمس ذاته دي حكاية طويلة هقولك عليها بعدين 
مريم اوك 
وبعد مرور خمس دقائق على تجمع الموظفين في قاعة الاجتماعات دخل ادهم بطلته البهية وخلفه ابن خاله كمال حسن مما جعل التوتر يسيطر على الموظفين لعلمهم كم هو صارم هذا الادهم اما مريم فلم تبعد نظرها عنه ولاحقته بعيونها حتى رأته يجلس في مكانه دون
 

تم نسخ الرابط