جواز اضطراري بقلم هدير ممدوح

موقع أيام نيوز

بيكون كابوس ولا أيه
....
البارت 9
مريم بتوهان وبصوت يكاد يكون مسموع بابا 
أدهم بعدم فهم عمي ماله كنتي بتحلمي بيه ولا أيه 
مريم وقد أماءت رأسها بالرفض لأ 
أدهم بنظرات تستحثها على الحديث أمال 
ابتلعت غصة أصابتها كلما تذكرت سبب فزعها وحاولت ألا تفر الدموع من مقلتيها رغما عنها وأجابته قائلة 
لما بابا الله يرحمه ټوفي كنت نايمة وصحيت فجأة على صوت دموع أمي وهي بتصحيني وبتقولي بصوت كله ۏجع قومي يا مريم اللي كان ساندنا ماټ ومن وقتها بقيت بتخض لما أي حد يصحيني فجأة أو لما أسمع صوت عالي أو صوت حد بيعيط بحس بنفس احساسي وقتها نفس ضربات قلبي نفس خۏفي كأن الموقف بيتكرر تاني قدامي كأني بعيشه ف كل لحظة بصحى فيها مخضۏضة كأن بابا بېموت تاني قالت جملتها الأخيرة وقد فرت دمعة من عينيها مسحتها سريعا ونظرت في الإتجاه الآخر 
شعر أدهم بغصتها والحزن التي شعرت به في تلك اللحظه فأراد أن يخفف عنها قائلا بمزاح 
بقولك أيه نلف ونرجع تاني ولا أيه مش عايز زعل ..اليوم ده كله والصرف ده عشان تفرحي فيه وتنسي أي حاجة تزعلك وليكي عليا يا ستي لما آجي أصحيكي هبقا أوطي صوتي خالص ولا أقولك مش هصحيكي أصلا خليكي نايمة نوم الظالم عبادة 
ابتسمت مريم لمداعبته وقالت أنا ظالمة بردو يا ظالم 
طب يلا بقا خلينا نلحق نطلع ننام عشان ورانا يوم طويل في الشغل الصبح 
ماشي يلا 
صعدا لشقتهما وتوجه كلا منهما لغرفته بعد أن أخذ كلا منهما الشاور الخاص به ولم تنسى مريم أن تشكر أدهم مرة أخيرة على هذا اليوم الرائع ولم ينسى هو أيضا أن يذكرها بأنه لم يفعل ذلك إلا من باب رد الجميل على مساعدتها السابقة له ونام كلا منهما نوما عميقا بعد يوم كان رائعا لكليهما ..
وفي الصباح ذهب كلا منهما للمستشفى بسيارته حتى لا يراهما أحد معا وتبدأ الأسئلة باكر جدا ..كان أول من قابل أدهم هو صديقه سيف 
سيف بإبتسامة صباح الفل يا أدهوم
صباح النور يا سيف 
أيه صباحو فل ولا أيه قالها سيف غامزا أياه
مالك يا سيف في أيه 
لا والله أيه واخد تان أنتا يا معلم يبقا سمعت كلامي ونفذت اللي قولتلك عليه
كلامك أيه اللي نفذته وتان أيه 
لأ حلو عجبتني الډخلة ديه 
شكلها هتبقى دخلتك يا سيف يا حبيبي 
لا والله ماشي ماشي 
بقولك أيه يا سيف مش فاضيلك ورايا شغل
ليه هو أنا تلميذ عشان أسيبك قبل ما أعرف أيه اللي غير لونك يا فسواني 
عادي يا سيف كنت في عزا 
لا والله عزا ومريم كمان كانت في عزاء أنتا هتستهبل انتو الاتنين كنتم واخدين أجازة امبارح ليه 
عشان احنا الاتنين كنا في العزاء يا سيف والعزاء كان في الصعيد وأنتا عارف بقا الجو هناك حر وشمس ازاي 
عزاء وحر وشمس وصعيد ماشي يا معلم خليك فاكر أهوه أنك بتكدب على أخوك بس ماشي هعديهالك المرادي أهم حاجة تكونوا اتبسطوا في العزاء 
سيف مش فايقلك على الصبح وهو في حد بيتبسط في العزاء سلااام 
سلام يا أدهومتي 
اتلم يلا واسترجل سلام يا حلوة 
وفي نهاية اليوم كانت مريم بإنتظار أدهم ليعودا معا وكانا على وشك الرحيل إلا أن سيف قد أوقفهما ونظر لها بخبث قائلا 
دكتورة مريم البقاء لله
صمتت مريم لحظة قبل أن تنطلق شفتيها بتردد ونعم بالله 
بس هو أنتو كنتو واقفين في الشارع طول اليوم عشان الشمس تعمل فيكو كده
قالت مريم أنتا عارف بقا يا دكتور سيف شمس الصعيد صعبة حبتين تلاته
رد أدهم داعما لها ويعرف منين هو عمره راح الصعيد ده أخره يروح يصيف ف أي حته ابعد حتة راحها تلاقيها اسكندرية 
رد سيف مازحا لا والله روحت شرم 
يخربيت خفة ډم أهلك غور يا سيف خلينا نروح والله أنتا رايق 
قال سيف قبل أن ينطلقا محاولا إثاره غيرة أدهم بس المفروض أننا نشكر شمس الصعيد يا دكتورة مريم على اللي عملته 
ردت مريم بعدم فهم على أيه
لكن أدهم فهم أنها مغازلة من سيف ف هو يقصد لون بشرتها صار أجمل فاغتاظ كثيرا ولكنه لم يعلق سوى بأنه قال ل مريم 
سيبك منه ده بيستظرف سلام يا سيف نشوفك بكره بإذن الله 
انصرفا قبل أن ينتظر رده فهو لو نطق بحرف آخر للكمه في وجهه كيف يغازل زوجته في محضره لكن سيف لا يعلم بأنها زوجته وأيضا هو يعلم أنه فقط يثيره حتى يؤجج الغيرة في قلبه ويجعله يعترف بحبه ل مريم وبينما هو في تفكيره تسائلت 
هو سيف كان قصده أيه لما قال المفروض نشكر شمس الصعيد هو
فهم حاجة ولا أيه
لا متاخديش في بالك هو سيف كده بيحب يستظرف
مراليوم دون جديد يذكر وفي اليوم التالي كانت مريم سهر في المستشفى وكان جدول أدهم مختلف في هذا اليوم ف كان هو صباحا وهي ليلا وكان سيف هو الآخر لديه نبطشية وكانت تقف خارج غرفتها ف تحركت قليلا ف وجدت سيف أمامها 
أزيك يا دكتور سيف 
الحمد لله أزيك أنتي يا دكتورة 
تمام الحمد لله بخير 
صحيح كنت سامعة من أدهم أنك هتخطب قريب أيه مش يلا بقا عشان نفرح فيك 
لا والله عايزة تفرحي فيا ..والله أنا نفسي مش عارف هخطب أمتا أصل دينا مأجلة الخطوة ديه وأنا لحد الآن مش عارف ليه
اتكلم معاها أكيد ليها أسبابها 
أنا مبقتش متأكد أصلا أنها بتحبني وأنها عايزة تتجوزني ولا لأ
أزاي يعني أنا آسفة على التدخل والله بس أنتا بالنسبالي أخ ويهمني مصلحتك 
أسفة على أيه ربنا يعلم أنا كمان والله من أول ما شوفتك وأنتي بتفكريني بأختى سلمى اللي اتجوزت وسافرت مع جوزها ومش بشوفها إلا كل سنة ولا سنتين أسبوعين أجازة 
ربنا يرجعهالكم بالسلامة 
بصراحة يا دكتورة مريم أنا كنت محتاج أخد رأيك في موضوعي مع دينا كويس أنك فتحتي الموضوع أنتي بنت وأكيد هتفهميها أكتر مني
قولي أيه المشكلة مالها دينا
مش عارف كل أما أقولها نحدد معاد الخطوبة وأروح أقابل والدك تقولي لأ استنا مش مستعدة ..مستعجل ليه كده
أنتا متأكد يا دكتور أنها بتحبك وعايزاك 
أحنا بنحب بعض من زمااان هي أول حب وآخر حب في حياتي هي بنت الجيران كنا طول الوقت مع بعض يمكن ف أول علاقتنا كنت متأكد أنها بتحبني وهي نفسها صارحتني ب ده بس معرفش أيه اللي غيرها طول الوقت أنا اللي عايز أقعد معاها أنا اللي بكلمها أنا اللي بهتم بكل تفاصيلها 
بس هوه ده
أيه ده 
أنتا مديها اهتمام أوفر محسسها أنها محور الكون ف هي ضمنتك حست أنك موجود وسوري مدلوق عليها وفي نوع من البنات لما بيحسوا كده بيبتدوا يعاملوا الراجل بطريقة جافة لازم تخليها تغير عليك تحس انك مش ملكها تحس أنك ممكن تضيع من ايديها 
اعمل أيه يعني 
غريب اوى يا دكتور
هو أيه 
حبك ليها بالرغم أنك شخصيه قوية بس حساك قدامها ضعيف لازم تبقى قوي لازم تقلل شويه من اهتمامك.. من مكالماتك.. من زنك عليها ..كده لازم تحس وتلمس أن في تغيير من ناحيتك أحكيلها عن أي واحدة وقولها أنها زميلتك واشكر فيها واتكلم عنها شعلل الغيرة في قلبها ساعتها هنشوف بقا إذا لسه بتحبك ولا ده كان مجرد تعود على وجودك في حياتها 
شكرا بجد يا دكتورة ربنا يخليكي مش عارف أشكرك أزاي بجد هحاول أعمل كده وأما أشوف 
طب أسيبك أنا بقا عشان بيندهوا عليا في الاستقبال تقريبا في حالة سلام
سلام 
مرت أيام ولم تقابل سيف فيها وكانت الحياة هادئة إلى حد كبير بينها وبين أدهم لقد بات يعاملها أفضل من ذي قبل بدأ يثق بها أكثر وهذا ما أضفى على علاقتهما هدوءا نسبيا ولكن يبدو أنه الهدوء الذي يسبق العاصفة ..ففي إحدى الأيام والتي كانت تبدو أنها مثل سابقتها إلا أنه حدث شيئا غير متوقعا في ذلك اليوم ذهبا معا للمستشفى كلا منهما في جهته وفي منتصف اليوم وجدت اتصالا من سيف الذي طلب منها أن تحضر إليه في غرفة الآشعة لأمر ضروري وعاجل وبالفعل ذهبت إليه في الحال ف لقد كانت جالسة في مكتبها بالمستشفى بعد أن أنهت المرور على بعض الحالات ولم تكن هناك أية حالة طارئة وحينما رأته سألته
خير يا دكتور في أيه خضتني 
بصي بقا أنا وقعت من السما وأنتي استلقتيني أنتي لازم هتساعديني 
أساعدك في أيه 
دينا 
مالها 
جاية دلوقتي 
جاية هنا في المستشفى 
أه 
طب وأيه يعني 
مهي جاية تشوف الدكتورة زميلتي اللي عمال بحكي عنها واتكلم عن رقتها وأسلوبها وشياكتها وأناقتها والكلام اللي اتفقنا عليه عشان أخليها تغير 
أيوه وبعدين قالتها مريم بترقب 
أجابها سريعا دون توقف

وبعدين بصراحة بقا ومتزعليش مني أنا معرفش حد غيرك أو مجاش في بالي إلا أنتي فأنا كلمتها عنك أنتي ولازم لما تيجي تشوفك 
أنتا بتهزر أزاي عملت كده وأنا أيه اللي يدخلني في حاجة زي كده أنا بقولك قولها أي كلام كده مش تتكلم عن حد بجد وبعدين تشوفني ليه أصلا 
مهو ثم هرش في رأسه 
مهو أيه قول كمل أنا شكلي كنت غلطانة لما نصحتك وأنتا هتلبسني في حيطة 
والله مټخافيش مفيش حيطة ولا حاجة 
قول كل الكلام ياسيف لو سمحت هي أصلا دينا جاية ليه 
بصراحة بقا أنا النهاردة زودت العيار حبتين 
لأ والله وزودته أزاي بقا إن شاء الله 
قولتها أنا لسه بفكر في موضوع جوازنا ومش عارف إذا كنت عايز أقابل باباها ولا لأ وإني مش فاضي أصلا عشان أكلمها لإني قاعد معاكي دلوقتي وبنتكلم ف موضوع مهم ف هي الجنونة بتاعتها طلعت وقالتلي أقفل يا سيف أنا جيالك عشان أشوف اللي غيرتك عليا ديه
يا حلاوة أيه العك اللي أنتا نيلته ده وأنا بقا مطلوب مني أعمل أيه أقف أفرج ست دينا عليا ولا أقعد أحب فيك قدامها ولا أيه 
لأ طبعا مقدرش أقولك كده بس أنتي ست وأكيد تعرفي أزاي تجننيها وبعدين أنا مقولتلهاش أنك بتحبيني ولا حاجة 
يا سيف خلي بالك أنتا كده ممكن تخسرها ممكن في لحظة كرامتها تنقح عليها احنا كنا بنتأكد بس من حبها ليك اللي بقا واضح زي الشمس بس أنتا حبيت اللعبة ..سيف أنا هقف معاك المرادي بس لكن تظبط معاها بقا وتروح تتقدملها وكفاية كده بدل ما أنا والله اللي هروح أقولها الحقيقة وأنتا حر 
حاضر حاضر والله ..بس بقا عشان هي جاية علينا أهيه 
قربت 
أه جدا 
تقمصت مريم الدور جيدا وألبست نفسها شخصية آخرى في ثواني وقالت 
مش عارفة أشكرك أزاي والله يا سيف على ذوقك انتا والله راجل مفيش منك يا بختها اللي هتتجوزك 
وهنا ظهرت دينا خلف مريم بعد أن سمعت جملتها تلك فأجابتها وهي مازالت خلفها 
طبعا يا بختي بيه سيف ده
تم نسخ الرابط