عشقت كفيفة بقلم رنا الهادي الجزء الثاني
المحتويات
الحلقة الثامنه والعشرون
تقولين أنك في خير حال ولكن روحك تبدو حزينه !.
ظلام دامس هو ما يحيطها استيقظت منذ لحظات وكل ما تراه هو الظلام الظلام الذى يحيطها ولا مفر منه 3 سنوات وهو يحيطها هى تعلم انه قدرها ان تعيش بهذا الظلام وتؤمن بقضاء الله عز وجل لكن نفسها البشريه تحزن على حالها لما لا تعيش حياتها كباقي الفتيات لما كل شئ تحتاج إلى مساعده حتى تكمله لما ابسط امور حياتها لا تستطيع أن تقوم بها وحدها لما تلك الذكريات التى تداهمها كانت تظن انها قد نستها وتعايشت معها لكن من الواضح انها أضعف من ان تتقبلها فكرة ان تنجو هى وحدها من ذلك الحاډث الأليم...
هى لا تعلم ولا تدرى كيف تفكر تشعر وكأنها بلا قرار تسير رغم هواء الجميع أين قرارتها أين ارتدتها
يا سارة كيف تفكرين اخوكى لم يفعل اى شئ إلا عندما قبلتى وهو الذى كان مستعدا بأن يقف امام الجميع من أجلك ومن اجل سمعتك اذا لماذا تلك الهواجس والأفكار
هى فقط تبكى بصمت فى وسط ظلمتها التى تحيطها لا تعلم اهى بنهار ام ليل فالاثنبن واحدا بالنسبه لها نفس العتمه لكنها تسمع صوت تنفسه بجانبها ويبدو انه مستغرق فى ثبات عميق تريد ان تنهض وتتحرك لا تريد ان تستلقى فوق الفراش هكذا لكنها لا تستطيع تخشى من ان تصطدم بأى شئ هى لا تحفظ المكان هنا لا تريد ان تسقط كما سقطت من قبل فى الفندق الذى قضت به ليله زفافها مع ذلك الغافى بجانبها..
ليخرجها من تفكيرها وشرودها هو حركته اذا هو على وشك الاستيقاظ لتغمض عينيها فى محاولة منها للنوم لا تريد ان يسألها عن سبب بكاؤها و اڼهيارها عندما سألها عن سبب كونها كفيفه وهى لن تقدر ان تخبره او تتحدث تشع وكأن لسانها قد عقد لتمثل النوم .
رأسه بالنفى ينهض من مكانه متجها نحو غرفة الحمام الملحقه بالجناح ما ان شعرت به قد نهض من فوق الفراش زفرت الهواء براحه لكنها مازالت مستلقيه بمكانها ظنا منها انه يقف بقربها.
يخرج امير من الحمام واضعا منشفه حول عنقه يجفف بها شعره ليلقى بنظره فوق الفراش يجدها مازالت كما هى مستلقية ليبدأ شعور بالقلق داخله كونها غافيه منذ زمن طويل ليقترب منها هامسا بخفوت وصوت هادئ وهو يملس فوق شعرها
سارة... سارة ... اصحى يلا ... سارة
لتمثل سارة الاستيقاظ وتعتدل فى الفراش بمساعدته لتردف قائلة بخفوت
امير وهو يتجه ليسحب هاتفه الذى فوق الطاولة
مش عارف ثوانى كدا
لينظر الى هاتفه يكمل حديثه قائلا باستغراب
ايه دا الساعه 10 الصبح احنا من امبارح العصر نايمين ليه كل دا
لتقول سارة بفزع
يا نهار ابيض انا مصلتش حاجة من امبارح ربنا يسامحنى
ليردف امير مهدئا اياها وهو يقترب يقف بجانبها
اهدى بس عشان متتعبيش قومى اتوفى ونصلى جماعه
لتومأ هى برأسها له قائلة بخجل حزين
اسفه بس ينفع توديني التواليت عش........
وقبل ان تكمل جملتها كان قد إزاح الغطاء عنها حاملا أيها بين ذراعيه بخفه قائلا بمرح حتى يخفف عنها توترها وحزنها الواضح رغم محاولتها لاخفائه
مفيش اسف بينا انت مراتى وبعدين لما بشيلك ادينى بعمل رياضه
لم تجيبه بل اكتفت بابتسامه بسيطة وهى تتنهد تستند برأسها على كتفه لينزلها هو برفق فوق أرضية الحمام وعندما لاحظ شرودها وكأنها تاركه نفسها بين ذراعيه مستسلمه تماما بدأ هو فى مساعدتها بالاستحمام بينما هى كانت نيران من الآلام داخل قلبها لكنها بالفعل لا تقدر على فعل اى شئ لذلك تركت له نفسها.
بعد مرور بعض الوقت
كان امير يقف امام سجادة الصلاه وبجانبه من الخلف تقف سارة مرتديه اسدالها الأبيض لتبدو به كالملاك الرقيق ليبدأ امير بالتكبير ويقومون بأداء فريضة الصلاة بكل خشوع
وبعد انتهائهم من الصلاة يجلسون بمكانهم يختمون الصلاه لينتبه امير الى صوت شهقات بكاء منخفضة يستمع اليها وهى تناجى ربها ناسيه لوجوده
يارب انت وحدك اللى عالم بحالي وعالم بضعف وقلة
حيلتي انا
الحمدلله راضيه بقضائك بس قونى عشان اتحمل الضلمه اللى محاوطنى نور قلبى بأيمانك يارب مش عاوزة اكون تقيلة على حد يارب يسر حالى وحال اخواتى وحال جوزى واجعله زوج صالح ليا يارب لو ليه خير فيا قربهوله ولو شړ ابعدوا عنه يارب انت وحدك اللى عالم اللى فى قلبى من تعب وكسرة نفس ريح بالى وريح قلبى انا راضيه انى ابقى كفيفة بس تعبت والله تعبت الحمدلله
انهت حديثها مع خالقها پبكاء ټنهار له القلوب كلامات بسيطه من شخص ضعيف يناجى ربه لكن معناها كبيره
والله يا امير مش قصدى حاجة انا راضيه بقضاء ربنا الحمدلله بس تعبت من ان كل حاجة عاوزة اللى يساعدنى فيها ... انا مش عاوزه اكون تقيلة على حد ولا حد يزهق منى هو ربنا عارف انى راضيه بقضاءه مش كدا يا امير
ليشعر امير بقبضة تعتصر فؤاده وهو يراها بهذا الضعف ويسمع تلعثمها بالحديث وهى تشكو اليه ما تشعر به لأول مرة يشعر بهذا الالم بقلبه ولا يعلم كيف يهون عنها ليردف قائلا بحنان وهو يربت فوق ظهرها بحنان
اششش خلاص مفيش حاجة للعياط دا كله ربنا عارف انك مؤمنه وراضيه بقضائه وان شاء الله هيعوضك خير بس اصبري ان الله مع الصابرين بس بلاش عياط عياطك كدا بيوجع ف قلبى
لتشهق هى بين ذراعيه قبل ان تبتعد عنه تمسح دموعها كالاطفال
انا اسفه بس من ساعة ما صحيت وانا بحاول ابقى كويسه بس مش قادره
ليسحبها امير مرة اخرى فى عناق
خلاص طيب بلاش عياط ايه اللى حصل لكل دا لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم طب انا قولت حاجة جرحتك او زعلتك منى
امير مش عارفه ابطل عياط الحقنى
هديتى
لتتنهد هى بهدوء قائلة بخفوت وصوت مبحوح من اثر شهقات بكائها
الحمدلله احسن
ليجلس بجانبها ساحبا يدها البارده بين كفيه الدافئتين قائلا بنبرة حنونه
مالك يا سارة فى ايه لكل دا ايه اللى حصل
لتتنهد هى قائلة بصدق ونفس نبرتها الضعيفه
مش عارفه بس الاحساس بالعجز والضعف وحش اوى لما صحيت قبلك حسيت ان اول مرة اكون فى ضلمة كدا حسيت بضعف رهيب.....
عندما بدأت بالبكاء مرة آخرى سحبها من يدها يحيطها بين ذراعيه قائلا بحنان
بس خلاص مفيش حاجة من اللى بتقوليها دى حقيقيه لا انت عاجزة ولا انت ضعيفه انت أقوى من كدا بكتير النور مش نور العين اللى بنشوفها النور هو نور القلب خلاص بقى مش عاوز اشوف دموعك تانى ولا هعيط معاكى ها
انهى كلامه بمرح مفتعل حتى يهدأ من روعها واخيرا قد فخم ما تشعر به رغم عدم توضيحها فى الحديث ليتذكر سؤاله لها بالأمس عندما سألها عن كونها كفيفة وان تستيقظ قبله كل هذا فى وقت واحد ليبدأ قلبها وعقلها فى الوساوس فهى رغم إيمانها ورضاها
بقضاء الله الا ان النفس البشريه تغلبنا احيانا لا بل كثيرا بالتفكير والهواجس وهذا اكثر ما يؤلم الروح
كشخص يمتلك شخصيتين احداهما عاطفيه الى حد البكاء واخرى عقلانيه لدرجه ان يسخر من حزنه كشخص يمتلك من الهدؤ ليتصف بالرزانه واخرى عصبيه لحد الجنون شخص ينسى حزنه ليبتسم فيذكر خيبته ويحزن يحاربني الف تناقض اعيشه في اليوم .
كل يوم أقتنع أكثر أن الصديق يأتي كهبة إلهية لم أبذل مجهودا عظيما لأحصل على قلب يحبني بهذا القدر .
كانت تسير بثقة كعادتها رأسها المرفوع وابتسامتها الرقيقه تزين ثغرها الان قد انهت محاضرتها الأولى لليوم ستنتظر المحاضرة الثانية بالكافيه الموجود بالجامعه مع صديقاتها فتون لتجلس بجانبها تنفخ الهواء بضجر وتتحدث قائلة بسخط وضيق
انا كان مالى ومال الطب انا كان اخرى رياض اطفال واروح العب هشج بشج مع العيال فتووون انا مش بكلمك
لتنتبه فتون اليها بعد ان كانت مندمجه بقراءة احدى الملازم
فى ايه يا ملك هو انت بعد كل محاضرة لازم الاسطوانه الحمضانه دى مفيش جديد ما انت عارفه ان الطب مرمطه جاية دلوقتى تتفاجأى بيه
لتردف ملك قائلة پبكاء مصطنع
ما تيجى تضربيني احسن يا فتون بدل ما تواسينى فى زنقة اللى انا فيها دى الله يسامحك
لم تستمع فتون الى حديث الاخرى فقد لفت انتباها ذلك الفتى الاسمر الذى سحرها منذ ان رأته اول مرة لتتابع خطواته بعينيها تراه وهو يتجه
الى طاولة قريبه منهما يعبث بهاتفه قليلا لتهيم هى بوسامته وكل شئ به يجذبها اليه لتنتبه اليها ملك والى شرودها لتلتفت تنظر الى ما تنظر اليه الاخرى لتلاحظ شرودها بحازم زميل مروان ففتون قد اخبرتها مسبقا انها معجبه بحازم لكن لا تستطيع الاقتراب او الاعتراف او على الاقل لفت انتباهه له
لتبتسم ملك بخبث قائلة
الا معرفتيش يا تونه
لتنتبه فتون اليها قائله بتيه
بتقولى ايه يا ملك
لتمثل ملك ملامح الجديه وهى تردف قائلة بجديه غير معتادة منها
اصل من كام يوم كدا مروان قالى ان حازم صاحبه بيدور على
عروسه وعاوز واحده تكون بنت ناس ومحترمه ......
لتقاطعها فتون قائلة بلهفة
ايه دا بجد هو عاوز يتجوز بس ازاى دا لسه متخرجش مش مهم طب هو عنده مواصفات معينه طب قولتى ليه ايه انطقى يا ملك فى ايه ساكته ليه يا زفته
لم تتحمل ملك اكثر من ذلك ټنفجر ضاحكه على شكل صديقتها وهى بغير
متابعة القراءة