ميراث الندم بقلم امل نصر
المحتويات
في الاستراحة ودا بيت العيلة ومتعودين عليه
يمكن انتوا لكن انا لاه ياما انا مليش غير بيت جوزي والبيت دا اللي اتربيت فيه لا احب الناس ولا احب الاختلاط.
تذمرت جليلة من رأسها الصلب والتعمد في تعنتها لتتمتم بضيق
يوووه عليكي وعلى راسك الناشفة انتي محدش يعرف يكلمك واصل.
دلفت سليمة بعد أن طرقت على باب الغرفة تفاجئهم بحضورها حاملة معتز لتهلل نادية برؤيتها حتى دنت منها باشتياق متبادل قبل ان تستقبلها جليلة بالترحاب رغم انقلاب وجهها مما جعل الأخرى تسألها بفراسة.
ازدردت نادية ريقها بقلق وحرج تتبادل النظر مع والدتها التي زمت شفتيها بغيظ شديد قبل أن ټنفجر وتخبر سليمة بكل ما حدث خلال اليوم حتى هذا الخبر الجديد رغم اعتراض ابنتها والتي خبئت بكفيها على وجهها لا تقدر على مواجهة الأخرى والتي خرج صوتها اخيرا باستفسار
سريعا ردت جليلة بلهفة
أيوة يا خيتي امال انا بجول ايه بس
سمعت منها لتومئ رأسها بتفكير عميق ثم تتمتم بشيء من الارتياح
زين جوي على خيرة الله.
.... يتبع
الفصل الثاني عشر
وقف في انتظارها يراقب السيارة التي تقترب وتدلف من الباب الحديدي الذي انفتح على مصراعيه من يرى الصورة الخارجية وهذا الجمود الذي يعلو قسماته يثمن بالفعل دوره كمسؤل وراعي لعائلة كبيرة ولها وزنها المؤثر في البلدة والمحافظة بأكملها
لكن هذا من الخارج أما داخله ومن له الحق برؤية ما بداخله
وقد ارتجف قلبه الان كعصفور بللته الأمطار في أقصى فصول الشتاء بردا هذا بمجرد رؤيتها تترجل من باب السيارة خلف شقيقها الخطوة الأولى نحو ما يتنماه جاءت اليه بأقدامها لتبقى تحت أبصاره حتى يفرد جناحيه عليها وعلى طفلها ويظلل عليهما من كل خطړ يمنع عنها أي أذى حتى لو كان الثمن هو روحه لقد كلفه الأمر لحظات من اصعب ما مر عليه على طول سنوات عمره التي تعدت الرابعة والثلاثون أن يشهد اڼهيارها ولوعتها في افتقاد وحيدها أن يكون سببا في حزنها ولو لمدة ساعتين من الزمن كنتيجة طبيعية لحيلته البسيطة.
فهمت يا واد انا بجولك ايه
أوما له الرجل الذي يقف امامه يحرك رأسه بتفهم لم يقتنع به غازي ليعود ويشدد عليه بالسؤال مرة أخرى.
طب سمعني انا جولتلك ايه عشان اتأكد.
ابتلع الرجل ريقه پخوف من الخطأ أمامه ثم سرعان ما أجابه بلهفة
ايوة يا بيه هروح اتجنص حوالين المكان وانجي الوقت الهادي في الشارع واول ما الاجي الواد لوحديه هجعد الاعبه واشاغله باللعب اللي معايا لحد ما اخليه ياجي وينضم وسط العيال اللي هشغلهم السماعات واخليها فرح وانا بلففهم معايا
قالها غازي ليردف متسائلا بتشديد
الأهم بجى في الموضوع دا كله هتعرف تخبيه عن العيون من بين العيال
تبسم الرجل بزهو يجيبه
دي ساهلة خالص يا بيه كفاية بس البسه طربوش ورق من اللي بنعمله حتى خلي الواد يفرح بيه
لاح على وجهه اقتناع طمئن الرجل لحظات قبل ان يتجهم فجأة رافعا إصبعه أمام وجهه بټهديد
تخلي بالك زين من الواد عايزه ينسى نفسه في الضحك واللعب معاك لو عرفت بس انه زعل ولا تعب هتعرف اللي هيحصلك انت مش هتغيب عن عين الرجالة ثانية واحدة حتى فهمني
فاهمك يا بيه فاهمك
عاد من شروده يسحب شهيقا مطولا حپسه داخله قبل أن يزفره پعنف ويتقدم بخطواته نحو استقبالهم يذكر نفسه ان خطوته على قدر صعوبتها لكنها لم تكن الا للمصلحة من أجل أمانها وأمان طفلها لن يتهاون ولن يترك أمرا للصدفة بعد الان
حمد الله ع السلامة اخيرا جيتوا يا عزب يا راجل دا انا اتحمصت في الشمس في انتظارك.
قالها بدعابة قاصدا فك جمودهما من البداية وجاء رد الاخير بحرج وقدميه تخطو نحوه ليقابله بنصف المسافة ثم يصافحه مرددا
وتجعد ليه بس وتنتظرنا يا واد عمي هو احنا جاين من السفر ولا اغراب مثلا عن البيت
ايوة امال ايه انتو أصحاب بيت صدجت فيها دي يا عزب.
قالها غازي بصوت عالي قبل أن يتركه ليتبادل التحية مع جليلة التي أردفت معه ببعض الاحاديث الروتينة التي تدار دائما في مثل هذه اللقاءات الودية قابل كل ردودها بابتساماته حتى يخفف من شحونة الأجواء
قبل ان يقترب منها وقد توقفت محلها وكأنها تنتظر دورها مسبلة أهدابها عنه تتشبث بضم طفلها إليها وكأنها تستمد منها الأمان
متابعة القراءة