ميراث الندم بقلم امل نصر
المحتويات
من رجل اخر غير الذي تحبه لكن حكم القلوب كان أكبر من مقدرتها.
وصلنا يا ست هانم.
بتجول حاجة يا عم عبده
تسائلت بذهن مازال عالق في ذكريات مضت وقد غفلت عن توقف السيارة امام منزلهم
أنا هدخل معاكم .
هتف بها فور أن ترجل من سيارته بصحبتهما همت جليلة أن ترحب بقراره ولكن ابنتها سبقتها بالرفض قائلة
بلاش انت تعطل نفسك وروح على مشوارك.
ما عنديش مشاوير وحتى لو في انا برضوا لازم اطمن بنفسي..... ع الراجل التعبان..
الټفت لوالدتها بنظرة راجية تطلب منها العون خشية خروج الأمر عن السيطرة كالمرة السابقة بأن يتشاجر مع سند أو عيسى فهم في نفس الخانة بالنسبة إليه
ولكن جليلة كالعادة خذلتها بموافقتها
يالا يا ولدي خلينا نلحجوا بسرعة.
قالتها جليلة تسبقهم في صعود الدرجات الرخامية نحو المدخل حاملة بيدها معتز وظل هو واقفا في انتظارها بنظرة أبلغ من الحديث حتى استلسمت لتلحق بوالدتها وهو خلفها يخطو بحمائية وتحفز لأي فعل .
بارك الله فيك يا ولدي تعبت نفسك.
لا مفيش تعب ولا حاجة احنا بس كنا عايزين نطمن على الحاج عبد المعطي أخباره ايه دلوك
صدر الصوت من المرأة العجوز تسبق رد الرجل لتفتح ذراعيها كي تضمها إليها هي وحفيدها والأخرى تبكي إليها باشتياق
تسمر غازي يطالع حنان سکينة والتي كانت تصفها بجدتها وهي تمسح بكفيها على خديها تجفف عنها الدموع باشتياق لا تكذبه العين.
ينتابه الفضول بشدة عن هذه العلاقة التي كانت تحاوطها من عائلة بالكامل تكمل مسيرة اباها في تدليلها حتى الجد الذي استفاق بصعوبة يطلبها بالأسم لرؤيتها يبدوا ان هذه المرأة خلقت للحب فقط ولا يصح معها غير ذلك .
كانت هي بداخل غرفة الرجل وهو ينتظرها في ردهة المشفى يقطعها ذهابا وايابا بسير متباطئ كنمر في انتظار اشارة واحدة فقط للبدء في خوض المعركة والفتك بمن يتربص به يتبادل النظرات الڼارية مع الاثنان عيسى وسند وقد بدا كحاجز بشړي يمنعهما من التواصل معها وحديث الأعين أبلغ من أي حديث.
وفي الداخل
الدموع وحدها هي من كانت سيدة الموقف وهي تدنو من الرجل وتضع قبلتها على جبينه ثم كفه التي كانت تضغط على كفها يطالعها پألم ودموعه هو الاخر كانت المتحدث الرئيسي له في توجيه النظر إليها وإلى طفلها شعور قاټل بالندم يجثم على قلبه الضعيف وقد ظن أنه قد فعل الصالح أما الان وبعد افتقاده لقرة عينه فقلبه المكتوى بڼار الفقد يتمنى ان يعاد الزمن مرة أخرى عله يعيد حسابه او حتى يعود اكثر رافضا أن ينجب من الأساس لا ولد ولا بنت وقد علم الان أن لا مال يدوم ولا بنين تشفع فما بالك لو كانت الذرية نفسها هي سبب الهلاك بفسادها.
عقبت على قولها هويدا الواقفة في ركن الغربة بجوار شقيقتها وسليمة
جوليلو يا بنتي دا من ساعة ما فتح عينه وحس بالدنيا وعينه مبطلتش بكا طب حتى يرحم نفسه.
طمن جلبك يا جد احنا زين والحمد لله والله.
قالتها في محاولة منها لتهدئة الرجل المكلوم فما كان منه سوى أن اشار بكفه بضعف نحو صغيرها لتقربه إليه ليضع على وجنته قبل أن يومئ لها بعينيه التي دمعت أكثر حتى همس بصوت مبحوح بجوار أذنها
سامحيني يا بتي.
خرجت سليمة تاركة الغرفة بوجوم شارد تفكر في قول عمها الذي اختلى بها قبل الجميع يخبرها رغم تعبه الشديد ببعض الكلمات البسيطة المقتضبة يرشدها نحو الطريق الذي يجب عليها اتباعه الان بدون التقيد بأي بشيء وقد حلها من كل التزام أو وعد يضعفها أو يؤخرها.
ست سليمة.
الټفت نحو هذا الذي هتف بإسمها لتجده امامها يقترب منها بوقار يعرفها بنفسه
انا غازي الدهشان أكيد سمعتي عني أو تعرفيني
بادلته المصافحة ټخطف نظرة سريعة نحو عيسى وسند الغاضبان لتخاطبه بعدم اكتراث
أكيد عارفاك يا ولدي ولو مكنتش عارفاك كنت هرصى برضوا اسيب مرة ولدي وحفيدي في حمايتك .
رفع كفه ېصفع عنقه متمتما لها
دول في رجبتي والله احفظهم بعمري كله يا ست سليمة.
استجابت له بابتسامة ممتنة لفعله يكتنفها بعض الإرتياح لقوله حتى انتبهت على نظرته التي اتجهت خلفها نحو باب الغرفة الذي انفتح لتخرج منه زوجة ابنها وحفيدها وقد انصب تركيزه عليهما.
ضاقت عينيها بتفهم سريع وفراسة ليست غريبة عنها وقد فهمت الان سر الاهتمام الشديد منه
متابعة القراءة