مزيج العشق بقلم نورهان محسن
منزل مالك البارون
في غرفة مالك ويسر
دلفت يسر لتجد مالك يجلس علي الفراش شارد بتفكيره، ولم ينتبه لدخولها.
قالت يسر برقه: ايه اللي واخد عقلك يا قلبي؟
كانت ترتدي فستانها الأسود القصير خطفت أنفاسه بإطلالتها الساحرة.
مرت عينيه من رأسها إلى اسفل قدميها كالعادة أبهرته بأدنى حركة منها.
ضحكت بخجل وهي تجلس الي جواره: بلاش تجيب سيرة العفريت.. هتلاقيه جاي ينط فوق بطنك زي كل يوم
ضحك معها وقال: عندك حق الواد دا متسلط علينا
ابتسم مالك بخبث وهو يصقف بيديه، ليقول بحماس: يعني الملعب فضيلنا اخيرا
ضحكت بدلال علي حركاته، وسألت بنعومة: قولي بس الاول ايه اللي حصل معاكم وانا في الجنينه
نظرت له بطرف عينيها وتمتمت: حكاية ايه دي بقا ؟!
لم يرد مرة أخرى فقط حاصرها داخل ضلوعه، هامسًا بجانب اذنيها بكلمات الحب والغزل التي خدرتها قبل أن يبتعد عنها ويلف خديها بيديه الكبيرتين بينما ينظر بلطف في عينيها وهمس: بعشقك
تسارع أنفاسه يقترب أكثر فأكثر، وأنفاسها الحارة تلهب جلده بالإغراء، أغمض عينيه وهو يلتهم شفتيها بين شفتيه بقبلة عاطفية تتعمق معه، وهو يستمتع برحيقها ليذهبو معا في عالمهم الخاص.
هتفت مريم بصد@مة: مش معقولة اللي بتقوليه دا يا بنتي ؟
ردت كارمن پبكاء: هو دا اللي حصل يا ماما
عانقتها امها وقالت بحزن: ازاي عمر يعمل كدا ؟
خرجت من حضنها، وصاحت بدموع: معرفش يا ماما.. قوليلي اعمل ايه لو ماتجوزتش ادهم الوصاية هتروح له وهياخد مني ملك.. انا مقدرش اعيش من غيرها
مريم بقلة حيلة: اقبلي يا كارمن.. اكيد عمر ماعملش كدا عشان يأذيكي لاني متأكده قد ايه كان بيحبك
كارمن بتعجب: بيحبني !! ويحطني في وضع اجباري زي دا عشان اتجوز اخوه يا ماما.. ازاي يفكر كدا ؟
مريم بهدوء: الله اعلم يا بنتي.. محدش عارف الخير فين ؟
كارمن بعدم اقتناع: بس انا مقدرش اتخيل نفسي مع ادهم ابدا.. ازاي اصلا وانا مرات اخوه
مريم بتصحيح: كنتي مرات اخوه يا كارمن عمر م١ت ومش هيرجع تاني.. لازم تتقبلي الوضع لو عايزة تفضل بنتك معاكي
و انتي مش اول وحدة تجوز اخو جوزها
هتفت تذكرها بالواقع الذي لا تستطيع ان تتقبله
نظرت لأمها بحزن ولم تستطيع انكار ما تقوله لكنها قالت: انا هطلع اوضتي استريح.. تصبحي علي خير
مريم بحنان: وانتي من اهله يا حبيبتي
نعود الي قصر البارون
عاد أدهم من الخارج بعد أن خرج ماشيًا بسيارته في الشوارع بلا هدف، غير مدرك ما كان يفكر فيه شقيقه !!
لماذا أجبره على هذه الوصية ؟
بدون ادراك من اخيه فتح الجراح التي حاول إخفاءها خلف قناع البرودة منذ أن علم أن شقيقه يحبها وينوي الزواج منها.
جلس أدهم في مكتبه يفكر فيما حدث بعقله الشارد.
سمع طرقة خافته على الباب، فسمح له بالدخول
تمتمت ليلي بصوت هامس، وهي تغلق الباب ورائها: ممكن اتكلم معاك يا ادهم ؟
رد ادهم على الفور: اكيد اتفضلي يا امي
ليلي بعتاب: كنت قاسې علي كارمن يا حبيبي كنت سامعه كلامك ليها من برا.. براحة عليها ماتنساش هي خارجه من صد@مة قوية من فترة بسيطة
قال ادهم دون أن ينظر إليها: كدا احسن لازم تتقبل الواقع بسرعه.. انا مش عايز احرمها من بنتها.. اكيد انا مش هعمل كدا حتي لو اضطريت اني اضغط عليها واتجوزها بالعافية
ختم حديثه بإنفعال لتقول ليلي بصوت هادئ: وحدة وحدة عليها يا ادهم البنت يتيمه وبقت ارمله كمان في سن صغير اوي مش هتتقبل كل دا بسهوله
رد أدهم بغموض: ماتقلقيش يا امي خير ان شاء الله
في غرفة كارمن
جلست غاضبة على سريرها، غير قادرة على النوم.
تفكر في كل ما حدث اليوم، لا تفهم كيف ستتزوجه بعد خمسة أشهر ؟
تتذكر جيدًا ما حدث في لقائهما الأول، لم تكن تعلم عنه شيئًا عندما عملت في الشركة لأول مرة، كانت كل معرفتها به هي كلمات عمر البسيطة عنه فقط.
تقتربت كثيرا من عمر، وأحست انها تحبه كثيرا، فقد لامس قلبها بلطفه وأسلوبه الراقي المهذب، وبعد أربعة أشهر من العمل في الشركة كانت على وشك التخرج من الجامعة، وكانت متحمسة لعملها المستقر في الشركة، فقد أذهلتهم بأفكارها الجديدة والراقية.
في ذلك الوقت، قرر عمر أن يطلب منها الزواج، وبالفعل ذهب إلى أخيه، وأخبره بما يشعر به لم يرفض أدهم طلب عمر، وقال له إنه ليس لديه مشكلة فهذه حياته وعليه الاختيار لنفسه.
كان عمر سعيدًا جدًا بحديث أخيه وزادت ثقته فى نفسه، وطلب منه إحضار كارمن إلى هنا يتعرف عليها، وبعد تخرجها سيأتي معه ليتقدم الي خطبتها، ووافق أدهم علي ذلك.
و باليوم المتفق عليه...
كانت تمشي في الطابق الأخير من الشركة بمفردها بعد أن تركها عمر لأمر مهم من العمل، وطلب منها الانتظار في غرفة سكرتيرة شقيقه حتى يعود.
لكنها لا تعرف الطريق الذي عليها أن تسلكه، هناك ممران، لذلك بدأت تمشي، وأنذهلت بفخامة هذا الطابق الذي تراه لأول مرة.
لفت انتباهها لوحة فستان جميلة جدًا معلقة على الحائط.
توقفت كارمن في منتصف الممر ناظرة إليها بإعجاب شديد، وفجأة شعرت بهزة قوية دفعتها في كتفها، فشهقت بشدة وسقطت على الأرض لأنها لم تستطع التوازن وذراعها اصبح يؤلمها كثيرًا.