مزيج العشق بقلم نورهان محسن

موقع أيام نيوز


ضغطت كارمن على شفتيها من الألم.،وحاولت الهروب من قبضته والفرار بعيدًا، لكنه لم يتركها.
تناست الألم واجابت بغيظ من عجرفته المعتادة معها: ومش ممكن هتبقي زيه ابدا.. عارف انا شايفاك ازاي ؟ بارد ومعندكش احساس وحديد ومش بتحس

زم شفتيه بقسۏة حتى ساروا في خط مستقيم، محاولًا السيطرة على غضبه وغيرته من كلامها الفخور عن رجل غيره حتى لو كان شقيقه الراحل.
هدر أدهم فيها بحدة وكبرياء: ميهمنيش نظرتك فيا وانا دلوقتي جوزك مش عمر لازم تحترمي دا وتقبليه ڠصب عنك
اتسعت عينيها بشدة وهي تتذكر شيئًا ما، واسرعت تضع يدها الأخري علي شفتيه، لتهمس پخوف على الفور: وطي صوتك ملك جنبنا.. انت نسيت ممكن تتفزع من صوتك العالي دا
اما هو فنسي ما كان يفكر به، ويقوله منذ لحظات عندما لمست اناملها شفتيه، وارخي قبضته علي معصمها تلقائيًا.
كانت مندهشة من صمته، حيث توقعت المزيد من الڠضب منه، رفعت عينيها الزرقاء إليه لتجد نفسها قريبة جدًا منه، والغريب أن هذا أعجبها، فقد رأت عينيه الزرقاوتين لأول مرة بهذا اللون الصافي،
و ليست قاتمه كالمعتاد.
لا تعرف كم بقيت في هذا الوضع، رمشت بعينيها واحمر خديها خجلًا، ثم خفضت يديها ببطء من علي شفتيه، وهي تشعر بحرج شديد.
فجأة هتفت ملك بصوت طفولي لطيف للغاية: بابا العب معايا
ذهلت كارمن بصوت ابنتها التي نطقت بهذه الكلمة لأول مرة.
نظرت إلى طفلتها، ورأتها توجه عينيها إلى أدهم الذي لم يكن في حال أفضل منها، ولكنه شعر بإحساس جميل جدا، فهذه الطفله تناديه بكلمة أبي التي أراد أن يسمعها منذ سنوات.
لكنه لا يعرف هل هو سعيد أم حزين، لأن هذه الكلمة كانت من نصيب لأخيه وليس هو!!
هل ستتقبل كارمن هذا ام ستغضب اكثر ؟
كانت هذه الأفكار تعصف بذهنه.
نظرت اليه ببلاهة قائلة بخفوت: انت سمعتها صح !!
هز أدهم رأسه اليها بصمت، ونظراته لا تزال علي الصغيرة التي تشير إليه لكي يأتي لها.
شعرت بالفوضى التى تحدث داخله، لذا همست له بتلقائية: هي بتحبك ومتعلقه بيك يا ادهم وانت تستاهل تناديلك ببابا.. محدش فعلا هيحميها ويحبها قدك
نظر إليها بمشاعر كثيرة لم يستطع ترجمتها أو التعبير عنها، ليقول بتردد: يعني مش زعلانه انها بتناديلي بابا يا كارمن
ابتلعت لعابها وهى تفكر في اجابة ثم قالت بحيرة: مش عارفه يا ادهم بصراحة القدر دا غريب اوي بس كل اللي بيحصل دا بإرادة ربنا مانقدرش نعترض ولا نسأل عن السبب.
ابتسم لها ابتسامة جذابة خطفت قلبها الذي اشتاق إليه كثيرا في الأيام الماضية.
أرادت تغيير مسار الحديث هربًا من ثورة مشاعرها، سألت بإبتسامه عذبة: هو انا ممكن ابدأ شغل انهاردة يا ادهم
ادهم بهدوء: اكيد تقدري.. جهزي نفسك والبسي وانا هستناكي تحت نفطر ونروح مع بعض
كارمن بحماس: ماشي
ذهبت إلى ابنتها، وهي تحملها من الأرض، وتدخل حمامها وتغلق الباب خلفها وهي تشعر بسعادة عارمة لا تفسير لها.
في مكان اخر بداخل القصر
تحديدا في جناح نادين
أغلقت الهاتف مع عشيقها الذي اصبحت تتردد علي زيارته كثيرًا في الفترة الأخيرة، فهو دائمًا يشبع غرورها ويجعلها تشعر بأنوثتها بكلماته الحلوة.
كانت سعيدة جدًا، حيث لاحظت منذ 3 أيام أن أدهم لا يوجه أي حديث لكارمن، وهم يجلسون على مائدة الطعام، وكأنهم يتجاهلون بعضهم البعض، ومن المؤكد أن هناك شجارًا بينهم، وهذا ما شجعها على التحدث إليه أمس عندما عاد من عمله ليلًا، وتوجه مباشرة إلى مكتبه في الطابق السفلي.
قطع رنين الهاتف أفكارها لتجد أن ميرنا تتصل، فأجابت بحبور: هلووو يا نونا
ميرنا: هلو يا حبي.. اخبارك ايه
نادين: تمام جدا
ميرنا: خير شكلك فرحانه
نادين: فوق ماتتخيلي
ميرنا: خير ايه اللي حصل
نادين بشماته: شكلهم لسه مټخانقين سوا ومش بيكلمو بعض تقريبا.. وادهم مابقاش يقعد في البيت كتير وفي خبر كمان
ميرنا بفضول: قولي
نادين بنبرة حماسية: امبارح انتهزت فرصه انه لوحده في المكتب ودخلت اتكلمت معاه وقولتله انا زهقانه من النادي والبيت وعايزة اشتغل في الشركة واسلي وقتي بحاجة مفيدة


ميرنا بتصفير: اه يا جامدة وبعدين
نادين بضحكة: يعني في الاول كان رافض ومش مقتنع بس لما اصريت وافق والمفروض انزل معه انهاردة
ميرنا بسؤال: وهتشتغلي ايه في الشركة
نادين بلا اهتمام: معرفش لحد دلوقتي بس ماتنسيش اني ادارة اعمال يعني هبقي في منصب مهم اكيد والأهم تكون عيني عليهم وبكدا هعرف انفذ خطتنا ومن موقع الأحداث كمان
ميرنا بتملق: اووووبا طلعتي مش سهلة يا نانو
نادين پحقد: اكيد مش هسيبلها الفرصة تستحوذ علي كل حاجة وانا اطلع من غير ولا حاجة
ميرنا بهدوء: تمام وابقي بلغيني بالاخبار
نادين: اوكي هسيبك بقي وانزل افطر معهم يلا باي
ميرنا: باي يا حبي
عند كارمن
نزلت الدرج بحذر، وهي تحمل طفلتها بين ذراعيها، وكانت ترتدي الكعب العالي، ثم دخلت غرفة الطعام، ورأت الجميع يتناولون وجبة الإفطار، فألقت تحية الصباح بهدوء، وتوجهت إلى مكانها المعتاد، بعد أن أعطت ابنتها لجدتها.
جلست تبتسم بخجل عندما لاحظت أن أدهم يحدق بها، وهو يحتسي القهوة بهدوء.
قالت مريم بدهشة: اتأخرتي ليه يا حبيبتي علي الفطار ؟
اردفت وهي تنظر إلى ما ترتديه كارمن بإعجاب: وايه الشياكة دي كلها.. انتي خارجة ؟
اجابت بعفوية: اتفقت انا وادهم اني هنزل انهاردة الشركة معه
تحدثت نادين التي تتابع الموقف منذ البداية في صمت، لتشتعل عيناها بالحقد من مشاهدة نظرات الإعجاب من أدهم إلى كارمن.
شعرت بالغيرة تكاد ټقتلها بسبب براءة ملامح كارمن التي لا تضع مكياج، ومع ذلك تتألق جمالًا.
نادين بغيظ ودهشة متصنعة: معقولة انا كمان هنزل شغلي الجديد مع ادهم انهاردة
ليلي بسخرية: ويا تري هتشتغلي ايه في الشركة !! هو انتي عندك خبرة في الشغل!!
كانت كارمن أيضًا متفاجئة جدًا، فمنذ متي كانت نادين مهتمة بالعمل، ونظرت إلى أدهم الذي تحدث بهدوء: هتدرب في قسم التسويق تحت اشراف مدير القسم
هتفت نادين بغرور: نعم!! ازاي كدا يا ادهم انا مرات صاحب الشركة يعني علي الاقل ابقي انا مديرة القسم
ابتسم ادهم اليها بتهكم: ومدير القسم الحالي يروح فين.. انتي ماشتغلتيش بشهادتك قبل كدا يا نادين َعندكيش خبرة يعني لازم تبدأي من الاول..
ثم نظر لكارمن مردفًا: ونفس الكلام ليكي
نظرت إليه كارمن باستنكار، وواصل حديثه بجدية: لازم فترة تدريب انتي بقالك سنين ماتعرفيش حاجة عن الشغل وتدريبك معايا زي ما اتفقنا لحد ما انا نفسي اشوف انك جاهزة تستلمي منصب نائب مجلس الادارة
حدقت كارمن في الطبق أمامها دون أن ترد وتهمس بداخلها: بدأ الديكتاتور اللي جواك يبان يا دراكولا..
انا متأكدة انك هتخليني الطم بالنحوي.. هبقي معاه علي طول ازاي دا انا متوترة من دلوقتي ربنا يستر

نهاية الفصل التاسع عشر

الفصل العشرون ( للحب علامات ) مزيج العشق

تم نسخ الرابط