مزيج العشق بقلم نورهان محسن
اغمضت لبرهة عينيها من الألم ونظرت لأعلى، لتجد أمامها جدارًا بشريًا كان ينظر إليها ببرودة شديدة.
صړخت كارمن بإندفاع، محاولة النهوض من الأرض پغضب، وهي تدلك ذراعها برفق: انت اعمي مش شايف حد واقف وانت ماشي زي الصاورخ كدا
ونظر الي عينيها وهو يقسم بداخله انها صافيه اكثر من السماء.
هتف ببرود وعجرفه: انتي للي غلطانه.. واقفة في نص الممر براحتك كأنك في بيتكم مش في شركة
تغيرت ملامحه إلى ڠضب، فلم يجرؤ أحد على النظر إليه من هذه، لتأتى تلك الضئيلة وترفع صوتها عليه وتغلط به ايضا بكل وقاحة.
حاولت كارمن التنفس بهدوء للسيطرة على انفعالها، لكنها ارتجفت بشكل لا إرادي خوفا من هذا المهيب، وشعر أنه يحب ذلك البريق المذعور الذي ظهر في عينيها الزرقاوتين، فابتسم بداخله بشكل خبيث، وقرر اللعب بأعصابها عقاپا لتحديها له قائلا بسخرية لاذعة: القطة اكلت لسانك دلوقتي.. ولٱ بتفهمي متأخر.. قولت اتأسفي عن الكلام للي قولتيه وصوتك العالي
وضعت يديها على خصرها في تحدي وقالت بعناد: لما تعتذر انت الاول وتتكلم بإحترام.. وقتها انا هكلمك بإحترام
هتفت كارمن بملل وإستنكار من غروره: وبعدين بقا في اليوم دا.. لو سمحت عديني عشان في ناس مستنياني
حاولت أن تمر من جانبه، لكنه أمسك بخصرها ودفعها على الحائط.
اما هو فأصبح مثل الشخص الضائع في امواج هذه العيون، لا يعرف كم من الوقت بقي في هذا الوضع.
همست كارمن بتوتر: مايصحش كدا.. لو سمحت ابعد عني
لكنه لم يسمع ما تقوله، بل اقترب منها اكثر، فأغمضت عينيها بشدة، ليشعر بتوترها يزداد تزامنًا مع تسارع أنفاسها، لكنه استيقظ من هذا السحر فجأة، وفي غمضة عين لم يكن موجودًا في المكان.
فتحت عينيها ببطئ بعد ان شعرت انها تقف وحدها بالمكان، لدرجة أنها لا تعرف إذا كان ما حدث هذا حقيقيًا أم أنها كانت تتخيل، لكن الألم الذي مازالت تشعر به في ذراعها جعلها تدرك ان ذلك حدث بالفعل.
_ كارمن
كان هذا صوت عمر الذي أنهى عمله، وذهب للبحث عنها في مكتب السكرتيرة، ولكنه لم يجدها ولم يكن شقيقه وصل إلى مكتبه، فذهب للبحث عنها.
نظرت اليه في شرود فهي لم تتخطي الصد@مة بعد، تعجب من امرها ليقول بتساءل: مالك يا بنتي سرحانه في ايه.. وواقفه هنا ليه ؟
همست بإرتباك: توهت معرفتش اروح المكتب !!
عمر بإبتسامة هادئة: ولا يهمك ادهم لسه موصلش.. تعالي نستناه في مكتب مها
ذهبت معه وهي تحاول ان تستعيد تركيزها، وتنسي هذا الموقف المحرج لها.
نظرت كارمن الي صورة عمر الموضوعه علي المنضدة بجانبها، ثم مدت يديها تمسكها وهي تتحدث لها بدموع: ليه تحكم عليا الحكم دا.. مش عارفه اعمل ايه دلوقتي ازعل منك ولا ازعل عليك يا عمر!!!
وضعت الصورة في مكانها، واغمضت جفونها لعل سلطان النوم يأتيها لتهرب من افكارها.
نهاية الفصل السادس
الفصل السابع ( صراع داخلي ) مزيج العشق
لكل صمت هستيريا خاصه به، فكلما زاد هدوء الشخص، كثر الضجيج برأسه.
في ايطاليا مساءا
بداخل احدي الفنادق الفاخرة التي يمتلكها "مراد عزمي"
يجلس مراد مع رجال اعمال فاسدون من مختلف البلاد يتحدثون حول اعمالهم وتجارتهم الغير مشروعه مثل المخ،ـدرات، الاثار، الس،ـلاح.. الخ
"سيتم ترجمه المشهد باللغه العربية الفصحي"
_ اللعنه مراد ألم تقل لي ان شحنة الاسلحة قد دخلت الحدود الاقليمية وانه ليس هناك مشكلة
اجاب مراد بثقة: أجل، كل شئ علي ما يرام، لقد تأكدت بنفسي
_ سيدي، لقد تم التخلص من الجواسيس التي زرعتها الشرطة وسطنا ليتعقبونا، ولا يوجد اي خطړ الان علي المنظمة
_ حسنا، لا اريد ان يبقي اثر لأي شئ يرشد الشرطة عن اعمالنا مفهوم
_ حسنا
_ اما انت مراد سوف تظل في ايطاليا هذا الشهر، فأننا نحتاجك معنا هذه الفترة
اؤمأ مراد بالموافقه وهو يفكر ان نزوله لمصر تأجل، وانه سيغيب عن محبوبته لمدة شهر فأنه يتطوق شوقًا لها.
صباح يوم جديد
فى احدى محافظات الصعيد، وبالتحديد محافظة قنا التى بها المقومات الاساسية، والضرورية اللازمة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، وبها اراضى قابلة للاستصلاح، والعديد من الاماكن، والمعالم السياحية، وسكانها المعروفين بأصالتهم وأخلاقهم منذ القدم
في منزل الحاج "عبد الرحمن الشناوي"
استيقظ جميع من في المنزل يلتفون حول مائدة الطعام كالمعتاد.
كان "بدر" يجلس في مقعده المعتاد على اليمين، وبجانبه تجلس زوجته "حنان"، وعلي اليسار مقعد "حياة"، بينما المقعد المترأس للطاولة يجلس عليه الحاج "عبد الرحمن الشناوي" بهيبته الطاغية.
تحدث الحج عبدالرحمن: لسه العيال ماصحيوش ولا ايه؟
ضحكت حنان قائلة ببشاشة: لا يعمي اكيد صحيو.. بس انت عارفهم عاد متلكعين علي طول
هتفت روان بمرح: يا صباح الفل يا الناس الحلوين
ثم ذهبت الي جدها وقبلت يده بإحترام وقالت بمرح: وحشتني اوي يا ابو الشباب، وقبلته في خده بحب
بدر بضحك: يا بت اهمدي علي الصبح وبطلي مناغشه في جدك
اجاب عبدالرحمن بمحبه: سيبها يا بدر دي حبيبه جدها
صاحت روان بطفوليه: شوفت بقي يا سي بابا احنا متفقين اهو محدش يدخل بيني وبين حبيبي لو سمحتم بقي
ضحكت حياة وقالت بنبرة حنونة: مابتكبرش ابدا البت دي.. يلا يا حبيبتي اقعدي افطري
جلست روان، ثم وضعت يديها علي رأسها كأنها تفكر ثم قالت بلؤم: اه صحيح يا جدي وانا داخلة كدا سمعتك بتكلم عن العيال للي مصحيوش.. اكيد قصدك ماجد طبعا مش كدا!!
ضحكو جميعا علي تصرفات هذه الطفله مهما كبرت لا تتغير.
جاء صوت ماجد من وراءها: بتجيبي في سيرتي ليه يا ام طويلة انتي ؟