مزيج العشق بقلم نورهان محسن

موقع أيام نيوز


سعلت حنان قليلا لكي تلفت انتباها قائلة بهدوء: انتي لسه واخدة علي خاطرك مني يا حياة
لاحظتها حياة لكنها تجاهلتها ولم ترد عليها.
اقتربت منها حنان وربت على كتفها بلطف، وقالت بضيق: خلاص ياستي ماتزعليش مني كانت ساعة شيطان وراحت لحالها

نظرت إليها حياة بنظرة عابرة قائلة بهدوء: دايما بقول عنك عاقلة.. معرفش انك كبرتي وعقلك خف منك يا حنان
فركت حنان يديها بتوتر، وبررت بنبرة خاڤتة: بصراحة ماقدرتش امسك نفسي لما شوفت جمالها.. مش بإيدي انتي عارفة بحب اخوكي وهفضل دايما اغار عليه
ضحكت حياة بسخرية وهتفت: اطمني يا اختي الست فوق راقدة متسطحة وتعبانه عينك جابتها الارض
خبطت حنان على صدرها، وهي تشهق هلعًا، وعيناها كادت أن تبرز من مقل عينيها وقالت بفزع: يا خړابي انتي بتكلمي بجد مالها الولية
حياة بحزن: من ساعة ما كانت مع ابوي معرفش ايه اللي جرالها شكلها اتأثرت بالكلام عن محمد الله يرحمه
شعرت حنان بالخجل من نفسها قائلة بندم: واضح كدا انها كانت بتحبه اوي واني ظلمتها بظنوني.. الله يسامحني شكلي حسدتها فعلا
ثم اردفت بفضول: انتي بتعملي ايه؟
حياة بإختصار: زي ما انتي شايفه اكل خفيف ليها الست ما اكلتش حاجة من امبارح
ذهبت حنان إلى الصينية التي عليها الطعام وشرعت في حملها: طيب سيبيه وانا هطلعهولها
حياة بشك: حنان
حنان بهدوء: والله ما فيش في قلبي حاجة نحيتها يا حياة خلاص بقي كفياكي عاد.. عايزة اعتذرلها عن تكشيرتي في وشها امبارح واطمن عليها وافتح معاها صفحة جديدة
تنهدت حياة بابتسامة: ايوه كدا دي حنان خيتي ام قلب ابيض ونظيف.. ماشي خدي الاكل طلعي اوضتها ويبقي كتر خيرك لو اتأكدتي انها اكلته
في غرفة كارمن
روان تجلس على السرير مربعة قدميها وأمامها كارمن وهما يتحدثان
روان بتنهيدة عالية: بس يا ستي وهي دي بقي قصة حياتي
كارمن بدهشة: حكايتك غريبة جدا
روان بعبوس: مش اغرب من حكايتك يا مفترية بهدلتي الراجل.. ايه الجبروت دا
كارمن بضحكة حلوة: هو الاغرب من اي حاجة ان انا وانتي اتجوزنا في نفس اليوم
مدت روان شفتيها إلى الأمام في استياء: ماتفكرنيش باليوم دا والنبي يا اختي
كارمن بإستفهام: انتي مش دلوقتي مبسوطة معه والامور معاكو تمام
هزت روان رأسها ثم غمزت بمكر: ايوه الحمدلله.. بس انتي باين عليكي بتحبي ادهم
بهت وجه كارمن بشدة، وهي تتذكر تلك الجملة التي قالها لها عمر في حلمها بالأمس.
عند حنان
صعدت بصينية الطعام إلى غرفة مريم، ثم طرقت الباب بلطف وإنتظرت برهة حتي سمعت نداء مريم من الداخل، وتسمح لها بالدخول.
حنان بإبتسامة ودودة: اخبارك ايه دلوقتي يا ست مريم!!
ردت مريم بابتسامة نقية أيضا: الحمدلله تسلمي حبيبتي ومافيش داعي لست مريم ناديني مريم علي طول
تقدمت حنان من الفراش قائلة ببشاشة: ماشي انا جبتلك لقمة تسندك.. حسيت انك ما اكلتيش كويس من امبارح
مريم بحرج: ليه تعبتي نفسك كتر خيرك
حنان بطيبة: دا الواجب واحنا اهل
مريم بلطف: عارفه فعلا حسيت انكم اهلي من وقت ما جيت هنا.. من زمان اوي كان نفسي اكون وسطكم مع محمد الله يرحمه
ثم تنهدت بحزن: بس للاسف راح قبل ما تتحقق امنيته انه يتجمع معاكو من جديد
احمر وجه حنان وهي منزعجة من نفسها بسبب سوء ظنها في تلك المخلوقة الطيبة، قائلة بإحراج: حقك عليا يا مريم لو عاملتك في الاول بجفاف شوية.. ربنا يبعد عننا الشيطان ويحمينا من الوساوس
مريم بسماحة نفس: امين يارب.. انا علي فكرة فهمت نظراتك ليا يا حنان.. لكن انا عذراكي ومش زعلانه منك باين انك طيبة ومش بتشيلي جوا قلبك
شعرت حنان براحة كبيرة، كأن ثقل جبل قد أزيل عن صدرها: تسلميلي يا خيتي وعايزاكي من هنا ورايح تعرفي اني اختك واي حاجة هتعوزيها اطلبيها مني وعيني ليكي
عند روان وكارمن
روان بإستغراب: مالك وشك اصفر ليه كدا
كارمن بإضطراب: مفيش بس حلمت بحاجة قلقاني شوية
تسألت روان بإستفهام: حلمتي بإيه
حدقت بها بتردد ثم بدأت تخبرها بكل ما رأته في حلمها المزعج
في ذلك الوقت
صعد أدهم من الأسفل وعلى كتفه ملك التي كانت نائمة ببراءة، وكان ينوي الذهاب إلى غرفتهما لتنام براحة على السرير دون أن يقلقها أي شيء.


رفع يده الأخرى لفتح باب الغرفة، لكن ذراعه تسمر في الهواء، وهو يقف مكانه بعيون واسعة بصد@مة ويستمع لما قالته كارمن.
في الداخل
اردفت كارمن بحزن: خاېفة ان يكون اللي حصل دا معناه ان عمر مش راضي عني وزعلان مني وبيلومني علي اني قربت من ادهم ودا محسسني بالذنب ناحية عمر اكتر
عند ادهم
أصبح وجه أدهم محتقنًا جدًا، ثم عاد إلى الوراء بصلابة حيث لم يعد يحتمل سماع المزيد، ثم مشى مسرعًا متجهًا نحو غرفة مريم ليعطيها الصغيرة.
في الداخل
روان بإستنكار: ايه الهبل اللي بتقوليه دا يا بنتي مش لسه قايلة انه قالك في الحلم انه مرتاح انك في امان مع ادهم
كارمن: ايوه
روان بتفكير: الثعابين في الحلم معناها غ،ـدر وخي،ـانة وعداوة يعني في جوا العيلة حد بيتمنالك الشړ والاذي
كارمن بحيرة: حد زي مين ؟
روان بتأكيد: اكيد مش من عيلتنا انتي شايفه اننا كلنا بنحبك ممكن يكون من عيلة جوزك
كارمن: مفيش حد غير ماما ليلي وهي بتعتبرني بنتها
روان: لا يا نبيهة في.. مرات جوزك اللي حكيتيلي عليها باين عليها حرباية من غير شك هي بتكرهك
كارمن پخوف: ربنا يستر انا عمري ما اطمنتلها
ربت روان على ركبتها قائلة بلطف: خدي حذرك منها انا قلبي بيقولي انها بتحاول تأذيكي
كارمن: حاضر
روان بغمزة: نرجع لكلامنا بقي انتي حبيتي ادهم بجد مش كدا
أومأت إليها مؤكدة في صمت خجول.
عند ادهم
خرج أدهم من غرفة مريم وسار في الممر الضيق، فرك يديه ببعض التوتر، وشعر أنه بحاجة إلى الهواء في أسرع وقت ممكن، وكان يكاد يختنق في كل مرة ترددت فيها كلماتها في أذنه.
....: اهلا يا ابو الشباب
ظهر شبح الابتسامة على شفتيه: اهلا يا ماجد
ماجد ببشاشة: جدي تحت كان بيسأل عنك كل رجالة العيلة تحت وعايزين يتعرفو بيك
على الرغم من أنه لم يكن في حالة مزاجية جيدة للسماح له بالجلوس مع أي شخص.
لكن كالعادة، إكتسي وجهه الجمود الذي لا يجعل أي شخص يتنبأ بما سيفكر فيه هذا الصلب، وكأن شيئًا لم يحدث.
قال أدهم وهو يأخذ نفسًا عميقًا ويحاول السيطرة على هدوئه: تمام يلا ننزلهم
ماجد بإبتسامة: يلا يا معلم
عند روان وكارمن
روان بإستفهام: بس ازاي اتقبلتي وجود ست تانية علي ذمته.. انا عن نفسي ماقدرش استحمل كدا ابدا ابدا
تنهدت كارمن قائلة بهدوء: الظروف بتحكم وفي الاول مكنتش بهتم اصلا بيها
ثم ارتفعت نبرة صوتها تلقائيًا، وأردفت: بس من وقت ماقلبي بدأ يدق له وانا حاسة ان جوايا غلاية مش بتنطفي كل مابتخيل انه ممكن يقرب منها في اي وقت
انْتفَضَ جسد روان بړعب من صياحها المفاجئ، وقالت بحذر: اهدي يا ست الغلاية انتي هتفوري في وشي انا ولا ايه
قهقهة كارمن بشدة على أسلوبها المرح، وتعبيرات وجهها وحركاتها المضحكة.
جاء المساء دون حدوث أشياء مهمة
دخلت كارمن غرفة والدتها قائلة بابتسامة رائعة: مساء الخير يا ماما عاملة ايه
مريم بحنان: مساء النور انا كويسة يا قلبي
جلست على السرير بجانبها وقالت حيرة: في ايه يا ماما انتي مانزلتيش الا مرتين بس تحت وباقي الوقت جوا اوضتك
اردفت بقلق: حصل حاجة بينك وبين جدي قالك حاجة زعلتك.. وشك مخطۏف من لما كنتي عنده احكيلي عشان خطړي
تحدثت مريم بابتسامة هادئة لطمأنتها: بالعكس جدك طيب جدا اليوم اللي قعدنا مع بعض فيه.. فضلنا نتكلم لحد قبل العشاء عني وعن ابوكي وعن اختي الله يرحمهم
كارمن: الله يرحمهم.. ماما انتي ليه مش بتحبي تحكيلي عنها!!
مريم بتنهيدة حزينة: الكلام ساعات بيوجع يا كارمن وبيفتح چروح كتير مالهاش علاج.. يمكن عشان حكيت مع جدك عنها نفسيتي تعبت شوية
كارمن پخوف: بعد الشړ عنك خلاص ارتاحي وبلاش تكلمي لو دا هيتعبك
ربت مريم على كفها الناعم قائلة بحنان: لا يا روحي انتي لازم تعرفي كمان طالما حكيت لجدك
كارمن بتوجس: ماشي
نطقت مريم بتحشرج وعيناها تتألق بالعبرات، فهي حتي الان لم تشفي چروح قلبها من حزنها على شقيقتها الوحيدة:.....
نهاية الفصل الخامس والثلاثون

الفصل السادس والثلاثون ( عودة ) مزيج العشق

تم نسخ الرابط